ولات خليل – xeber24.net- وكالات
كشفت مصادر مطلعة أن تكلفة رحلة أحمد الشرع إلى الولايات المتحدة لحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك بلغت نحو 3.6 مليون دولار أمريكي، وهو رقم أثار جدلاً واسعاً في الأوساط المحلية والدولية، خاصة في ظل الأزمة الاقتصادية الحادة التي يعيشها السوريون.
الرحلة، التي استغرقت حوالي 13 ساعة ذهاباً و13 ساعة إياباً، تم تنفيذها باستخدام الطائرة الرئاسية الخاصة، التي تتجاوز كلفة الساعة الواحدة من رحلتها 20 ألف دولار، أي أن نفقات الوقود والخدمات الجوية وحدها تجاوزت نصف مليون دولار تقريباً.
إلا أن هذه الكلفة تشكل الجزء الأصغر من إجمالي مصاريف الرحلة، إذ أن النفقات المرافقة استحوذت على الجزء الأكبر من الميزانية.
تضمنت المصاريف المرافقة تكاليف الوفد الرسمي المرافق للرئيس، الذي شمل وزراء ومستشارين وأعضاء بعثات أمنية، بالإضافة إلى فرق الإعلام والمصورين المرافقين، إلى جانب نفقات البروتوكول والوفود الخاصة التي تسهر على ترتيب كل تفاصيل الزيارة.
كما شملت التكاليف الإقامة في فنادق خمس نجوم بوسط نيويورك، والنقل والتنقلات الميدانية بواسطة موكب سيارات مصفحة، فضلاً عن خدمات الحماية والأمن الخاصة خلال كامل فترة الرحلة.
وبحسب المصادر، فإن هذه المصاريف تأتي في وقت يعاني فيه السوريون من أزمات معيشية متلاحقة، من بينها انقطاع الخبز، وندرة المحروقات، وانهيار الليرة أمام الدولار، مما يجعل هذه الرحلة مثالاً صارخاً على التباين بين الإنفاق الباذخ للسلطة والمعاناة اليومية للمواطنين.
خبراء اقتصاديون وأكاديميون أشاروا إلى أن 3.6 مليون دولار كانت تكفي لتغطية احتياجات أساسية لآلاف السوريين، مثل:_دفع رواتب شهرية لعشرات آلاف الموظفين الحكوميين._شراء آلاف الأطنان من القمح والطحين لسد نقص الخبز._تغطية نفقات تشغيل محطات كهربائية لعدة أشهر.من هذا المنظور، يرى المراقبون أن الحضور الشخصي للرئيس في اجتماعات الأمم المتحدة لم يعد مجرد نشاط دبلوماسي، بل تحوّل إلى عرض بروتوكولي باذخ، يعكس الانفصال الواضح بين السلطة الحاكمة ومعاناة الشعب اليومية.
بينما تدّعي سلطة دمشق أن هذه الرحلة تأتي لتعزيز العلاقات الدولية وتأمين الدعم للشعب، إلا أن كثيراً من المراقبين يرون أنها مجرد استعراض سياسي لا يعكس نتائج ملموسة على الأرض.
كما أن الإعلام المحلي والدولي سلط الضوء على الفجوة بين ما يُصرف على هذه الرحلات وما يحتاجه المواطن السوري بشكل عاجل.
بهذا الشكل، تبقى رحلة الشرع إلى نيويورك مثالاً واضحاً على الإنفاق الباهظ للسلطة في وقت يعاني فيه المواطنون من أزمات اقتصادية وإنسانية متفاقمة، مما يثير تساؤلات حول أولويات الحكم والسياسات الاقتصادية والاجتماعية المتبعة في البلاد.