crossorigin="anonymous"> بيدرسن يحيط مجلس الأمن الدولي بأن العملية الانتقالية في سوريا مهددة بسبب تصاعد العنف – xeber24.net

بيدرسن يحيط مجلس الأمن الدولي بأن العملية الانتقالية في سوريا مهددة بسبب تصاعد العنف

مشاركة

كاجين أحمد ـ xeber24.net

قال المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا عير بيدرسن، أن العملية الانتقالية في سوريا تعرض إلى اهتزازات خطيرة بسبب تصاعد العنف في الفترة الأخيرة، وسقوط العديد من الضحايا، الأمر رفع مخاطر الانقسام إلى درجة كبيرة بعد تقويض الثقة.

جاء ذلك في إحاطة المبعوث الأممي اليوم الاثنين، امام مجلس الأمن الدولي، حيث حذر من أن العملية الانتقالية في البلاد تمر بـ”منعطف خطير” في ظل التصعيد العنيف الذي شهدته السويداء، مشيراً إلى وقوع “انتهاكات مروعة” بحق المدنيين، وتآكل متزايد في الثقة بالمسار السياسي، وأكد استمرار الجهود لعقد اجتماع في باريس داعياً الأطراف إلى تقديم تنازلات لتعزيز الثقة وتحقيق تقدم.

وقال بيدرسن، متحدثاً أمام رئاسة المجلس التي تتولاها باكستان، إن أعمال العنف في محافظة السويداء مثّلت صدمة عميقة للسوريين، مشيراً إلى أن تلك الانتهاكات “ما كان ينبغي لها أن تحدث”.

وشدّد بيدرسن على إدانته “الانتهاكات المروعة” التي طالت المدنيين والمقاتلين، وكذلك الغارات الجوية الإسرائيلية، مؤكداً تلقيه ومكتب مفوضية حقوق الإنسان تقارير موثوقة عن تجاوزات واسعة، من بينها الإعدام الميداني والقتل التعسفي والخطف والنهب.

وأعرب بيدرسن عن قلقه إزاء تقارير باختطاف نساء درزيات بعد دخول قوات الأمن إلى بعض المناطق، فضلاً عن اختفاء نساء وأطفال ورجال، وقال إن هناك “مؤشرات مقلقة على نمط متكرر في استهداف النساء”، مذكراً بحوادث مشابهة وقعت في مناطق أخرى من البلاد هذا العام.

كما دعا السلطات إلى نشر تقرير لجنة التحقيق الخاصة بأحداث الساحل، وضمان تحقيق العدالة للضحايا، ومحاسبة جميع المسؤولين، دون استثناء.

أمن مجزأ وسلوك طائفي

وأقرّ بيدرسن بأن البنية الأمنية في سوريا لا تزال “مجزأة”، مشيراً إلى وجود عدد كبير من “الميليشيات” والمقاتلين غير النظاميين، ما يعرقل إمكانية بسط الدولة سيادتها. واعتبر أن التحريض الطائفي والانتهاكات أثناء العمليات الأمنية “لا يمكن التغاضي عنها”، داعياً الحكومة الانتقالية إلى التصرف بمهنية، وضمان المساءلة وإعادة بناء الثقة مع المواطنين.

وشدد على ضرورة إصلاح قطاع الأمن ونزع سلاح الجماعات المسلحة وتسريحها، ضمن برنامج متكامل يشمل جميع الأطراف، ويرتبط ببدء مسار العدالة الانتقالية، معتبراً أن غيابها يعوق تعافي المجتمع السوري.

تحديات الانتقال السياسي

وقال بيدرسن إن الثقة في الأمن لا تنفصل عن مصداقية المسار السياسي، مؤكداً أن “الولاء لا يُفرض بالقوة بل يُكتسب من خلال عملية شاملة تُعزز الحقوق والمساواة”. وأوضح أن الانتقال لا يزال “غير مكتمل”، وسط شكاوى من ضعف الشفافية ومحدودية المشاركة، وانعدام المشاورات العامة الحقيقية.

كما عبّر عن قلقه من “تقلص هامش حرية التعبير”، مشيراً إلى تهديدات تعرضت لها نساء في إدلب احتججن على ما جرى في السويداء.

اتفاق باريس المرتقب

وفي ما يخص شمال شرق سوريا، أشار بيدرسن إلى أن تنفيذ اتفاق 10 آذار بين الحكومة الانتقالية وقوات سوريا الديمقراطية لا يزال متعثراً، رغم اللقاء الأخير الذي جمع الطرفين في 9 تموز بحضور دبلوماسيين من واشنطن وباريس. وأكد استمرار الجهود لعقد اجتماع آخر في باريس، داعياً الجانبين إلى تقديم تنازلات لتعزيز الثقة وتحقيق تقدم قبل نهاية العام.

لا فصل بين الأمن والسياسة

وختم المبعوث الأممي إحاطته بالتشديد على أن قضايا الأمن، وسيادة القانون، والوحدة الوطنية، والشمول السياسي، مترابطة ولا يمكن فصلها، محذراً من أن استمرار العنف “يهدد بتحطيم الثقة إلى درجة يصعب ترميمها”.

كما كشف أن مجموعة سورية بارزة اقترحت مؤخراً عقد مؤتمر وطني جديد أكثر شمولاً وعمقاً، مؤكداً أن الأمم المتحدة على استعداد لتقديم الدعم الكامل في سبيل إنجاح مسار انتقال سياسي شامل يقوده السوريون أنفسهم.