كاجين أحمد ـ xeber24.net
ذكرت مصادر عدة متطابقة، أن السلطة الانتقالية التي يترأسها أحمد الشرع في دمشق، بدأت بخطوة إعادة تنظيم وجو الجماعات الجهادية المتطرفة، ودمجهم بشكل رسمي ضمن وزارة الدفاع، ليتم بهذه الخطوة منح الجنسية السورية لأكثر من 3500 جهادي أجنبي متطرف وتنصيبه فب مراكز قيادية بالحكومة السورية وجيشها.
وأمس الاثنين، قال مبعوثُ الرئيس الأمريكي الخاص إلى سوريا توماس باراك، إن واشنطن وافقت على خطةٍ طرحتها دمشق، للسماح لآلاف المقاتلين المتطرفين، بالانضمام لقوات حكومة دمشق، شريطةَ أن يحدث ذلك بشفافية.
وفي هذا الصدد، نقلت وكالة رويترز عن ثلاثة مسؤولين دفاعيين سوريين، قولهم إن الخطة تنصُّ على انضمام نحو ثلاثةِ آلافٍ وخمسمئة مقاتلٍ أجنبي، معظمهم من الإيغور، من الصين والدول المجاورة.
وتحدثت المصادر، أن الحزب الاسلامي التركستاني “المقاتلين الايغور” أعلن عن حل نفسه، بعد أن اقترحت الحكومة دمجهم في الجيش الجديد ككتلة واحدة في الهيكل العسكري المشكل حديثاً الفرقة 84.
الصفقة الصينية ـ التركية
تناولت تقارير إعلامية مسألة وصول الإيغور إلى سوريا عبر الأراضي التركية بموجب صفقة سياسية بين أنقرة وبكين، حيث دخلت نحو 4000 عائلة إيغورية خلال السنوات الأخيرة، حيث أرادت الصين التخلص من الإيغور دون إثارة ضغوط دولية بشأن حقوق الإنسان، فراوحت بين الترحيل والتهريب إلى تركيا، بينما وجدت تركيا في هذا العرض فرصة للحصول على تسهيلات اقتصادية واستثمارات صينية مقابل فتح الطريق أمام ترحيل الإيغور إلى سوريا وتوظيفهم كـ”جهاديين” في مناطق المعارضة.
انتقل الإيغور أولًا من الصين إلى دول جنوب شرق آسيا مثل تايلاند وماليزيا، ثم دخلوا تركيا حيث سُهّلت إقامتهم، عن طريق جوازات سفر مزورة، قبل أن يُنقلوا إلى سوريا عبر معابر مثل باب الهوى. هناك، تم تجنيد المئات منهم في فصائل متطرفة أبرزها الحزب الإسلامي التركستاني، واستُقر بعائلاتهم في مناطق مثل جسر الشغور وريف إدلب.
وقال مراقبين، أنه منذ زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى الصين في يوليو 2019، تغيّر الموقف التركي بشكل لافت. خلال تلك الزيارة أدلى أردوغان بتصريحات غامضة حول أوضاع الإيغور في شينجيانغ، ووصف ما يحدث بأنه “سوء فهم”، في تناقض صارخ مع المواقف السابقة التي كانت تنتقد الصين علنًا. ومنذ ذلك الحين، اختفى الملف الإيغوري من الخطاب الرسمي التركي، ولم تصدر أي تصريحات تدين السياسات الصينية، وكأن الأمر قد طُوي تمامًاً، فإن هذا الصمت لم يكن مجانيًا، بل كان جزءًا من تفاهمات أعمق، كان ثمنها تهجير الإيغور إلى سوريا.
تركيا توطن الايغور في الشمال السوري
منذ عام 2014 بدأت تركيا بنقل العوائل الايغورية إلى الشمال السوري، وتنظيمهم ضمن الحزب الإسلامي التركستاني، وقدمت لهم الدعم المادي والعسكري، وباتوا مقاتلين متطرفين يعملون إلى جانب جبهة النصرة التي تحولت فيما بعد إلى هيئة تحرير الشام.
وبعد عام 2019، تم نقل عشرات العوائل الايغورية إلى مناطق عفرين وسري كانية وكري سبي، بعد الاحتلال التركي، ليكونوا العصا التي تضرب بها انقرة على أيدي الفصائل المسلحة هناك والتي تحاول التمرد على قرارات تركيا.
وبرز دورها العسكري في الاقتتال الفصائلي بين موالي تركيا من المسلحين التابعين للائتلاف السوري، في الشمال السوري خاصة في منطقة عفرين، في حين أنها لم تصطدم مع هيئة تحرير الشام التي كان يقوها أبو محمد الجولاني والذي يعرف حاليا باسم احمد الشرع.
التورط في مجازر الساحل
أظهرت العشرات من مقاطع الفيديو ظهور عناصر الايغور ومشاركتهم في مجازر الساحل والابادة الجماعية بحق أبناء الطائفة العلوية، كما تحدثت تقارير أخرى عن خطفهم للنساء العلويات، بعد أن أصبحوا مصدر رعب لأبناء الساحل السوري.
رغم أن رئيس السلطة الانتقالية أحمد الشرع كلف بتشكيل لجنة لمتابعة مجازر الساحل ومحاسبة المسؤولين عن أعمال الإبادة الجماعية منذ أكثر من أربعة أشهر، فإن الاعمال الاجرامية هناك لم تتوقف، واستمرت على أيدي هؤلاء المتطرفين الأجانب.
استهجان وغضب كبير
بعد قرار السلطة الانتقالية في دمشق، بإعادة تنظيم هؤلاء المتطرفين خاصة مقاتلي حزب الإسلامي التركستاني المدرج على قوائم الإرهاب الدولية، ساد حالة من الغضب والاستهجان بين الأوساط السورية.
وكتب العديد من النشطاء ضد هذا القرار، على مواقع التواصل الاجتماعي، عبارات مدمجة ما بين الاستهجان والاستهزاء، ومنهم من حذر من خطورة هذه الخطوة والتي تشكل قنبلة موقوتة سيما وأن عملية ادماجها تكون عبر كتلة واحدة ما يهدد السلم والأمن في المستقبل، خاصة وأن هؤلاء المقاتلين مرتبطين بشكل مباشر وعلني مع الاستخبارات التركية.
وكتب آخرون بأن السلطة السورية فتحت على نفسها بهذا القرار، باب من أبواب الجهنم، فيما قال آخرون بأنهم ينتظرون الخطوة الثانية من السلطة الانتقالية في دمشق، وهي دمج المقاتلين الأجانب من عناصر داعش وعوائلهم ضمن الجيش السوري الجديد ومنحهم الجنسية السورية.