كاجين أحمد ـ xeber24.net
ترأس أردوغان وفد حكومي رفيع المستوى في زيارة رسمية إلى اليونان بعد انقطاع وعداء بين الطرفين لستة سنوات وصلت إلى حد التهديد باحتلال أثينا عسكرياً في العام الماضي، في إشارة واضحة إلى تقلبات سياسته الخارجية حسب المصالح الطارئة.
واجتمع أردوغان الذي وصل اليوم الخميس إلى العاصمة أثينا مع كل من رئيسة اليونان كاترينا ساكيلاروبولو ورئيس الوزراء كيرياكوس ميتسوتاكيس، ومن ثم ترأس وفد بلاده في اجتماع المجلس التعاون بين البلدين الذي توقف منذ سبه سنوات.
وخلال المؤتمر الصحفي المشترك مع ميتسوتاكيس قال أردوغان: “نريد جعل بحر إيجة بحر سلام وتعاون، ونود أن تكون تركيا واليونان مثالاً للعالم من خلال خطوات مشتركة سنقدم عليها”.
وأضاف، “أقولها بكل صراحة، لا يوجد مشكلة بين بلدينا لا يمكن حلها، ويكفينا أن نتصرف بحسن نية ونركز جهودنا على الصورة الكبيرة ولا نكون ممن يعبرون البحر ويغرقون في النهر”.
وتابع: “انعقاد الاجتماع الخامس لمجلس التعاون رفيع المستوى اليوم بعد 7 سنوات هو مؤشر على نيتنا، لن نسمح لمثل هذا الانقطاع للاجتماع المقبل، وأعتقد أنه كما جاء في الإعلان التأسيسي فإن عقد الاجتماع مرة واحدة على الأقل في السنة سيعود بالنفع لكلا البلدين”.
ولفت بالقول: “بحثنا مع رئيس الوزراء خلال لقائنا الثنائي الخطوات الممكن اتخاذها لتطوير تعاوننا، وشددنا على أهمية إبقاء قنوات الحوار بيننا مفتوحة على كافة المستويات في إطار استمرار المحادثات رفيعة المستوى”.
وذكر أردوغان أنه تم التأكيد على أعلى المستويات إرادة تركيا بتطوير العلاقات مع اليونان من خلال “إعلان أثينا” الذي صدر اليوم، بشأن العلاقات الودية وحسن الجوار، مضيفاً “خلال لقائي مع رئيس الوزراء اتفقنا على زيادة حجم التبادل التجاري البالغ نحو 5 مليارات دولار حاليا، إلى 10 مليارات دولار”.
وقال: “تبادلنا وجهات النظر حول مواقفنا في بحر إيجة وشرق البحر المتوسط وطلبنا من وزيري خارجيتينا بحث ما ناقشناه”، مدعياً “نرغب في حل مشاكلنا الحالية (تركيا واليونان) عبر الحوار البناء وحسن الجوار والجهود المشتركة في إطار القانون الدولي”.
كما تطرق إلى الحديث عن التعاون مع اليونان ضد “الإرهاب” والمشكلة القبرصية لافتاً إلى تبادل وجهات النظر مع ميتسوتاكيس حول التطورات الإقليمية والدولية الراهنة، إلى جانب العلاقات الثنائية والحرب في غزة.
من جانبه، أكد رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس، “وجوب تحرك الجارتين تركيا واليونان معًا والعمل جنبا إلى جنب من أجل توفير مستقبل جميل”، وقال: “يتعين على البلدين المتجاورين (تركيا واليونان) أن يعملا جنبا إلى جنب، وعلينا أن نوفر مستقبلا جميلا”.
وأضاف أنه “من المهم للغاية الحفاظ على علاقات جيدة في بيئة هادئة وإيجاد حلول للمشكلات (بين البلدين)” مشيراً إلى أن البلدين المتجاورين شهدا مؤخرا كوراث طبيعية، كما واجها مشكلات كثيرة بسبب الحروب والنزاعات في المنطقة.
ولفت رئيس الحكومة اليونانية إلى أن منطقة شرقي المتوسط شهت حوادث تهدد الأمن والسلام بالمنطقة، مشددا على أهمية أن يواصل البلدان الجاران علاقاتهما بشكل جيد جدا في بيئة هادئة، مؤكداً أن كلا من تركيا واليونان تضمان أوساطا كثيرة تعارض هذا الموقف المشترك بين البلدين، لافتا إلى أنه يتعين على البلدين الجارين أن يعملا جنبا إلى جنب.
وشدد على أن “اليونان وتركيا ملزمتان بالعيش في سلام، ومناقشة الخلافات بشكل صادق والبحث عن حلول باستمرار، حتى إن لم يكن هناك تقارب في الآراء، فلا ينبغي أن يكون هناك توتر أيضا”.
وذكر أن البلدين سيواصلان اتفاقيات التعاون في مجالات مثل الطاقة والتعليم والرياضة والتجارة والتكنولوجيا والسياحة، موضحا أن البلدين يهدفان لرفع حجم التجارة من 5 مليارات يورو إلى 10 مليارات.
وصرح بأنه بحث مع الرئيس التركي أيضا مشكلة الهجرة، لافتا إلى أن البلدين سيعززان التعاون بهذا الشأن.
هذا وتشهد العلاقات بين تركيا واليونان توتر كبير وخلافات حول الحدود البحرية في شرق المتوسط وبحر إيجة، التي اكتشفت فيها احتياطات هائلة من الغاز الطبيعي ما أثار أطماع أنقرة التي هددت مرات عدة بتنفيذ عمليات عسكرية ضد أثينا.