كاجين أحمد ـ xeber24.net
قال السياسي الكردي عضو البرلمان التركي السابق والرئيس الأسبق لبلدية آمد/ديار بكر، عثمان بايدمير، إن الاتفاق القومي للكرد وكردستان أساس الحرية والسلام في الشرق الوسط، لافتاً إلى إن تشكيل الكابينة الجديدة لحكومة إقليم كردستان سيكون أكبر دعم لكردستان سوريا، داعياً أربيل إلى أن تصبح جسراً بين مدينتي قامشلو وأنقرة.
وأكد بايدمر في كلمة اليوم الأربعاء، خلال مشاركته في منتدى “ميبس” في دهوك، أنه لا يوجد في العالم شيء أغنى من السلام والمصالحة والاستقرار، وأن أقدس عمل هو السعي للمصالحة التي تنبع من أعماق الإنسانية.
وشدد السياسي الكردي في كلمته على أهمية الوحدة القومية وقال: “لقد لُفّت اتفاقية سايكس بيكو حولنا كالكفن، ولكن بفضل شهداء الكرد وكردستان، من قاضي محمد إلى الملا مصطفى البارزاني الخالد، ومن الشيخ سعيد بيران وسيد رضا إلى مقاومة كوباني، تم تمزيق ذلك الكفن. لقد بلي ذلك الكفن واليوم نقول: نحن نعرف آلامنا، ولكننا نعرف أيضاً دواء آلامنا. ودواء آلامنا هو الاتفاق الداخلي”.
وأضاف، إن الاتفاق الداخلي “ليس موجهاً ضد أنقرة. الاتفاق الداخلي ليس ضد بغداد، ودمشق، وطهران. رغم أن اتفاقية سايكس بيكو أرادت أن تكون كفناً لنا، ودُمرت مدننا وبلادنا وقدمنا التضحيات، فإن ميثاق الإنكار هذا كان بالقدر نفسه قيداً على أقدام وعقول طهران ودمشق وبغداد. لهذا السبب، سيكون الاتفاق القومي للكرد وكردستان أساساً للحرية والسلام. إذا تحقق السلام والاستقرار في الشرق الأوسط، فإن إخواننا الأتراك معنا، وإخواننا العرب والفرس معنا، سيصلون إلى الديمقراطية والمساواة والاستقرار. ولهذا، فإن الاتفاق القومي هو أكبر وأهم نضال من أجل السلام”.
وتحدث بايدمر عن التأثيرات الإيجابية لعملية حل القضية الكردية في تركيا وقال: “أنا في كردستان منذ 21 يوماً، في إقليم كردستان وفي كردستان سوريا. أنا سعيد جداً بتحقق حاجة كبيرة جداً في كردستان سوريا، وهي مؤتمر 26 نيسان. مرة أخرى، أهنئ الأخوات والإخوة في كردستان سوريا، وأشكر مرة أخرى فخامة السيد مسعود بارزاني الذي أعلم أن دوره وجهده في هذه العملية كانا كبيرين جداً. إن الاتفاق الذي تم في كردستان سوريا، وحقيقة أننا نستطيع الاجتماع معاً اليوم، هو بفضل تأثير العملية الجارية الآن في كردستان تركيا وتركيا، وهو أحد نتائجها. وهذا مدعاة للفخر والامتنان. أتوجه بالشكر للسيد عبد الله أوجلان الذي أعاد هذا الأساس وهذه الفرصة إلى واجهة الشرق الأوسط، لتنتهي الحرب والصراع والقتل في هذه العملية بإذن الله وتبدأ مرحلة جديدة”.
ولفت إلى نماذج السلام في دول العالم وأشاد بتجربة إقليم كردستان قائلاً: “لدينا أمثلة كثيرة للحل. أنا شخصياً أعيش في المنفى منذ 5 سنوات؛ أعرف النموذج الاسكتلندي، والنموذج الأيرلندي، والنموذج الكتالوني، والنموذج الألماني، وأعرف العديد من النماذج اللامركزية التي يمكن الاستفادة منها. لكنني ألفت انتباهكم إلى شيء آخر؛ هل تلك الأماكن بعيدة أم أربيل؟ نموذج أربيل هو الأقرب”.
وصرح بأن “المصالحة والسلام والأمن الدائم تحتاج إلى تفاوض وحوار. هل جنيف بعيدة أم أربيل؟ برأيي أربيل أقرب. مرة أخرى، من حلبجة إلى السليمانية، ومن أربيل إلى دهوك، أشكر شعب إقليم كردستان وجميع الأحزاب السياسية، ولدي رجاء ونداء واحد: إذا عززتم الاتفاق القومي الداخلي واتحدتم وشكلتم الحكومة في أقرب وقت، فإن عملكم هذا سيكون أكبر دعم لكردستان سوريا. أملي ورجائي أن تصبح أربيل جنيف الشرق الأوسط، وأن تتمكن أربيل من أن تكون جسراً بين قامشلو وأنقرة. أعتقد أن هذه التجربة الممتدة لـ 20 عاماً يمكن أن تخدم سلاماً دائماً”.
هذا وأكد بايدمير على أهمية الاتفاق الداخلي الكردي وقال: “نحن بحاجة إلى شيء واحد. لقد شهدت مقاومة كوباني، والبيشمركة، ومقاتلي الأجزاء الأربعة من كوردستان. الحمد لله انتهت تلك الحرب، لكن روح مقاومة كوباني كانت روحاً تاريخية. تعالوا لنجعل من روح مقاومة كوباني نقطة للدبلوماسية والحوار والتفاوض”.




