مجموع

بإشراف مباشر من الاستخبارات التركية “موالي تركيا يستبيحون منبج شمال سوريا ويعيثون فسادا فيها

مشاركة

ولات خليل – xeber24.net – وكالات

تعيش مدينة منبج وريفها حالة من الفوضى والانفلات الأمني منذ احتلال القوات التركية والفصائل الموالية لها عليها في الثامن من كانون الأول/ديسمبر 2024، وسط تصاعد الجرائم والانتهاكات التي طالت الممتلكات العامة والخاصة، في ظل إشراف مباشر من الاستخبارات التركية على إدارة المدينة.

منذ الأيام الأولى لاحتلال منبج، تعرضت ممتلكات البلدية والمؤسسات الخدمية لعمليات نهب واسعة نفذتها فصائل ما يسمى “الحمزات” و”العمشات”، حيث سُرقت سيارات ومعدات ثقيلة وصهاريج ومركبات خدمية، كما طال النهب مشافي المدينة التي جُرّدت من أجهزتها الحديثة، بينها جهاز غسيل الكلى وجهاز رنين مغناطيسي من مشفى الفرات بقيمة تقدَّر بـ400 ألف دولار. كما سُرقت سيارات إسعاف ومولدات كهرباء ومخزون من المحروقات، في حين تعرض مشفى المطاحن للنهب الكامل ونُقلت معداته إلى بلدة الراعي لبيعها هناك.

وامتدت عمليات النهب إلى صوامع القمح في المدينة، حيث جرى نقل أكثر من ستة آلاف طن من القمح إلى مناطق أخرى خاضعة لسيطرة الفصائل، بينما سُجّلت حوادث اعتداء واغتصاب وجرائم قتل في مناطق متفرقة من ريف منبج خلال الأشهر التالية للسيطرة. كما شهدت قرى مثل أبو كهف والعوسجلي محاولات متكررة لسرقة مضخات المياه وكابلات الاتصالات، أعقبها اشتباكات بين الفصائل المسلحة نفسها.

في موازاة ذلك، تعرّضت منازل وممتلكات السكان في المدينة للنهب والاستيلاء. إذ أقدمت فصائل ما يسمى“الحمزات” و”سليمان شاه” على احتلال منازل مهجّرين، خصوصاً من المكوّن الكردي الذي فُرض عليه التهجير القسري تحت التهديد. وتشير تقديرات محلية إلى أن نحو 70% من الكرد اضطروا إلى مغادرة المدينة، فيما جرى ابتزاز بعضهم بمبالغ مالية وصلت إلى ثلاثة آلاف دولار مقابل “حماية منازلهم”، قبل أن تُسرق تلك المنازل لاحقاً.

وفي كانون الثاني/يناير 2025، أعلنت سلطة دمشق عن إنشاء مراكز أمنية داخل منبج، تشمل الشرطة والأمن العام والجنائي، لكنها بقيت خاضعة لإدارة الاستخبارات التركية التي تسيطر فعلياً على المربع الأمني في وسط المدينة. كما أُعيد تشغيل سجن قديم يضم مئات المعتقلين، يُرحّل بعضهم إلى سجون في جرابلس والباب والراعي، وسط تقارير عن ممارسات تعذيب وابتزاز مالي بحق السجناء.

من جهة أخرى، شهدت منبج سلسلة تفجيرات دامية، أبرزها تفجير الثالث من شباط/فبراير 2025 الذي استهدف سيارة تقل عاملات قرب دوار المطاحن وأدى إلى مقتل 25 امرأة. ورغم الإعلان عن توقيف منفذ العملية، لم تُعرض أي نتائج تحقيق رسمية، فيما رجّحت مصادر أن يكون التفجير ناتجاً عن خلاف داخلي بين فصائل مسلحة.

كما طالت عمليات السرقة والتخريب مزار شهداء منبج وريفها أربع مرات منذ كانون الأول 2024، شملت تحطيم سور المزار ونهب مواده الرخامية، في انتهاك متكرر لحرمة المكان. وترافق ذلك مع انتشار واسع لتجارة السلاح والمخدرات في المدينة، حيث تباع الأسلحة الخفيفة بأسعار زهيدة، ما يعزز حالة الفوضى.

وتحولت المراكز الأمنية في الريف إلى أدوات للابتزاز والمصادرة، وسط تسجيل حوادث متكررة للنهب والسطو المسلح، فيما تسود المدينة حالة من الخوف والترقّب، وتغيب مظاهر الحياة ليلاً بسبب تصاعد أعمال العنف وانتشار المجموعات المسلحة التي تفرض سلطتها بالقوة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى