ولات خليل -xeber24.net – وكالات
عقد خلال الأيام الماضية اجتماع دولي سري وهام في باريس، شاركت فيه وفود من عدة دول، أهمها فرنسا، بريطانيا، الولايات المتحدة، روسيا وتركيا.
وحسبما تسرب عن الاجتماع، فإن الإدارة الذاتية الديمقراطية في شمال وشرق سوريا استحوذت على نقاشات هامة ومستفيضة من قبل الوفود المشاركة، حيث أجمعت الأطراف المشاركة، باستثناء الوفد التركي، أن الإدارة الذاتية باتت تشكل حجر الأساس في أي ترتيبات سياسية وعسكرية واقتصادية في سوريا، وهو ما أثار حفيظة وغضب الوفد التركي، والذي قوبل برفض فرنسي وبريطاني.
حيث شددت كل من فرنسا وبريطانيا على ضرورة تقديم الدعم العسكري والسياسي للإدارة الذاتية، وتمكينها في المشاركة في رسم مستقبل سوريا، وهو ما يتعارض مع توجهات أنقرة وتطلعاتها في سوريا.
ووفقاً لمصادر دبلوماسية مقربة من الاجتماع، بأن كلتا الدولتين، فرنسا وبريطانيا، أكدتا بأن “الكُرد في سوريا لا يسعون إلى الانفصال، بل يُريدون فقط نموذجاً للإدارة الذاتية ضمن وحدة سوريا”.
وهو ما فسره بعض المراقبين بأنه “قبول دولي غير مباشر لشرعية الإدارة الذاتية، ويعكس نهجاً يعتبره شريكاً لا غنى عنه لاستقرار سوريا ومكافحة الإرهاب”.
وحسب تلك المصادر؛ فإن الوفد التركي المشارك في الاجتماعات حاول حصر النقاشات في انسحاب قوات سوريا الديمقراطية من “المناطق العربية” ونزع سلاحها، وهو ما قوبل برفض شديد من قبل باريس، ليعود الوفد التركي ويتهم أوروبا بأنها تنتهج “خطاً ثابتاً يستعبد تركيا من أي ترتيبات في سوريا”.
فيما الوفد الروسي عارض “أي تحرك عسكري تركي في سوريا يتعارض مع المصالح الروسية”، حيث تسعى روسيا في الآونة الأخيرة إلى العودة مجدداً إلى الساحة السورية عبر بوابة الساحل، وإجراء صفقات سياسية وعسكرية مع حكومة دمشق، وهو ما تعارضه أنقرة، التي تعمل على زعزعة أمن واستقرار محيط القاعدتين الروسيتين في “حميميم” وطرطوس في الساحل السوري.
فيما تقاطعت المصالح بين روسيا وإسرائيل مرة ثانية على الجغرافيا السورية، من خلال نية روسيا بناء قواعد عسكرية دائمة لها في جنوب سوريا للحد من النفوذ التركي، وهو ما شكل نوعاً من الارتياح لدى إسرائيل، التي قصفت مرات عديدة القوات التركية وقواعد رادار لها جنوب سوريا، وآخرها في بيت الجن، جنوب دمشق العاصمة.
وتشير كل المؤشرات إلى أن تركيا ليست في وضع جيد، وأنها تواجه ضغوطاً شديدة في الملف المتعلق بالإدارة الذاتية والكُرد.
فإلى جانب الفتور في العلاقات بين دمشق وأنقرة في الفترة الأخيرة، حسب بعض المصادر المقربة من الحكومة السورية، بعد أن استمالت دمشق أكثر إلى محيطها العربي إثر زيارة رئيسها المؤقت “الشرع” إلى الولايات المتحدة الأمريكية، والتي رتّبت لها كل من السعودية وقطر، شعرت أنقرة بالامتعاض من تلك الزيارة ونتائجها، وما زاد من غضبها أكثر استمرار الدول الأوروبية في دعمها للإدارة الذاتية، من خلال تأكيدها على ضرورة اندماج قوات سوريا الديمقراطية إلى الجيش السوري ككتلة واحدة، والمشاركة في مكافحة الإرهاب على كامل الجغرافيا السورية وليس مناطق شمال وشرق سوريا فقط، وهو شرط ينسف الوجود التركي ويضعف مصداقيته في سوريا.




