كاجين أحمد ـ xeber24.net
دارت اشتباكات عنيفة في مقر قيادة الأركان التابع لما يسمى بـ “فرقة المعتصم” على الطريق الواصل بين أخترين وأرشاف بريف مارع في الشمال السوري والخاضع للاحتلال التركي وسيطرة الفصائل المسلحة الموالية لأنقرة بسبب اتهامات لقائد الفرقة بعقد صفقات مشبوهة، وارتكاب أعمال فساد.
وتمحورت المواجهة المسلحة بين طرفين، الأول هو القائد العام للفرقة، المعتصم عباس والفريق الموالي له، والثاني هو المجلس العسكري وقادته، ومن أبرزهم مصطفى سيجري وعلاء الدين أيوب الملقب بـ”الفاروق أبو بكر”.
وفي التفاصيل، نشر “المجلس العسكري” اليوم الخميس بيانا، أعلن فيه “عزل القائد المعتصم عباس وتجريده من جميع الصلاحيات العسكرية والأمنية والإدارية”، وإحالته للتحقيق الداخلي بتهمة “الخيانة والفساد وإساءة استخدام السلطة وسرقة أموال الثورة والمال العام”.
ونص البيان أيضا على إحالته مع 4 آخرين من أقربائه إلى التحقيق الداخلي، مع الشروع بمصادرة جميع الأموال والممتلكات والأراضي والعقارات العائدة لهم، والمسجلة بعد عام 2011.
ولم تمر مثل هذه الخطوة دون تبعات، حيث اندلعت اشتباكات محدودة بين الطرفين المتصارعين، أسفرت عن إصابة قائد الفرقة واعتقاله ومقتل أخيه، وإصابة آخرين من الفريق التابع له.
وبعدما أشار بيان منفصل آخر إلى تسليم المعتقلين لقيادة “الجيش الوطني”، ذكر نشطاء وصحفيون لموقع “الحرة”، أن “قائد الفرقة نقل إلى أحد مستشفيات المنطقة بعد إصابته، في حين لا تزال حالة التوتر سائدة” حتى نشر هذا التقرير.
“أكبر ملف فساد مالي”
وتعتبر “فرقة المعتصم” من أبرز الفصائل المنضوية ضمن تحالف “الجيش الوطني السوري” المدعوم من تركيا، ويتركز نفوذها بالتحديد في مدينة مارع بريف حلب الشمالي.
وكانت قد عاشت قبل أشهر حالة توتر بين الجناحين المتصارعين الممثلين بقائدها وقادة “المجلس العسكري”، بسبب ملفات فساد مالية.
ووصلت المجريات إلى نقطة الانفجار بعد وصول معلومات لكل طرف عن نية الأول تحييد الثاني.
وفي بيان عزل “القائد العام”، ذكر القيادي في الفرقة العسكرية، مصطفى سيجري، أن القرار اتُخذ بعد “اكتشاف أكبر ملف فساد مالي وأخلاقي في تاريخ الثورة السورية، تورط فيه المدعو أبو العباس (المعتصم) وإخوته”.
واعتبر أن القائد العام “حوّل الفصيل من عسكري ثوري إلى شركة تجارية أمنية خاصة بعائلته في مارع”، كما بنى “ثروة وإمبراطورية مالية هائلة من خلال تهريب وبيع شحنات ضخمة من الأسلحة أميركية النوعية، والأسلحة والذخائر الروسية من سوريا إلى ليبيا، وتقدر بملايين الدولارات”.
هذا واتهم قائد الفرقة أيضا بـ”إخفاء وسرقة كامل العائدات المالية الخاصة بالفصيل، وتقدر بملايين الدولارات”.