ولات خليل – xeber24.net – وكالات
أدلت السياسية الكردية البارزة إلهام أحمد، الرئيسة المشتركة للجنة العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، بتصريحات شاملة لـ “BBC” التركية، تحدثت فيها عن العلاقات مع تركيا، مسار المفاوضات مع دمشق، ورؤية قوات سوريا الديمقراطية (قسد) لمستقبل سوريا.
وكشفت أحمد عن وجود قناة اتصال مباشرة مع تركيا، ونفت ما تم تداوله عن انهيار المفاوضات مع دمشق.
رداً على دعوات أنقرة المتكررة إلى نزع سلاح قسد ووحدات حماية الشعب، قالت أحمد إن “الوضع في سوريا مختلف حقاً”، مشيرة إلى أن الأولوية الآن هي دمج القوات لا تفكيكها بقولها: “نحن نتحدث عن عملية التكامل، وليس نزع السلاح”.
وأضافت:”لدينا شخصية فريدة في بنية المجتمع السوري. نضالنا ومقاومتنا ضد داعش له طابع فريد. لا تزال هذه الجماعات موجودة، والتهديد مستمر. ولذلك، نتحدث عن عملية دمج في سوريا، وليس عن عملية نزع سلاح”.
وشددت على أن: “سوريا لا تزال تفتقر إلى دستور دائم، ويظل الوضع الأمني فوضويًا، ولا تزال البلاد تواجه تحديات أمنية”.
وفي هذا السياق، طرحت رؤية الإدارة الذاتية: “يمكن لقوات سوريا الديمقراطية أن تصبح جزءاً قوياً من الجيش السوري وتلعب دوراً كقوة لضمان الأمن والاستقرار في كافة الأراضي السورية”.
وأعلنت أحمد أن هناك اتصالاً مباشراً مع تركيا، وقالت: “هناك قناة اتصال مفتوحة بيننا. تُناقش القضايا المتعلقة بشمال وشرق سوريا، والقضية الكردية، والحل السياسي في سوريا، بالإضافة إلى القضايا التي تهم تركيا. بشكل عام، هذه القناة المفتوحة هي مجرد قناة تنسيق”.
وأشارت إلى أن الإدارة تنظر بإيجابية إلى الهدوء القائم حالياً في شمال وشرق سوريا، وقالت: “نعتبر الوضع الهادئ الحالي تطورًا إيجابيًا، ولكن لا تزال هناك خطوات يجب اتخاذها لبناء الثقة مع تركيا”.
وشددت على ضرورة مزيد من الحوار والتنسيق مع تركيا، خاصة حول “القضايا الأمنية التي تهم الجانبين”.
قالت إلهام أحمد إن المفاوضات مع دمشق “لم تنهار”، رغم الخلافات وسوء الفهم الذي حصل في بعض الجلسات. وأوضحت: “من الطبيعي أن تحدث بعض سوء الفهم والخلافات في بعض الاجتماعات خلال المفاوضات، خاصةً وأن السوريين لم يتحاوروا فيما بينهم منذ سنوات”.
وأضافت: “هذه المحادثات يجب أن تستمر حتى تتمكن سوريا من الانتقال إلى بيئة آمنة ويمكن إنشاء سوريا جديدة حقيقية”.
ذكرت أحمد أن هناك إجماعًا عامًا بين دمشق وقسد على وحدة الأراضي السورية ووحدة الدولة، ووصفتها بـ”نقاط أساسية يمكن اعتبارها قواسم مشتركة”.
لكنها شددت على أن هناك قضايا تحتاج إلى حوار مكثف، لا سيما رؤية الطرفين لعملية التكامل العسكري والإداري.
وقالت: “بالطبع، هذه مسألة شائكة. مع ذلك، أعتقد أن هناك قرارًا مشتركًا بشأن التكامل، وهو ما ينعكس في الاتفاق. لا ننوي إنشاء هياكل بديلة في المجال العسكري أو الإداري، خارج إطار الدولة”.
وأضافت: “المهم هو الحفاظ على نموذج ديمقراطي في سوريا يضمن حقوق المرأة ويحترم حقوق واختلافات مكونات المجتمع المختلفة”.
ورداً على تصريحات توم باراك التي قال فيها إن “الدروز يريدون أرضاً درزية، والعلويون يريدون أرضاً علوية، والأكراد يريدون كردستان”، نفت أحمد أي نية للانفصال أو إقامة دولة كردية وقال : “لم يعد نموذج الدولة القومية صالحًا. نماذج اليوم أكثر تقدمًا، وتضمن بشكل كامل حقوق مختلف الثقافات والمجموعات العرقية”.
وأوضحت:”إن مصطلح اللامركزية في إطار الحكم المحلي يعبر عن هذه الحالة المشتركة من التعايش. وهذا يعني أن لديك منطقة ذات صلاحيات لامركزية، مع تمثيل لجميع المجموعات التي تعيش فيها. بعبارة أخرى، إنه شكل من أشكال الحكم المحلي”.
وأكدت أن “جهود الولايات المتحدة محل تقدير، وكذلك جهود فرنسا. قد تستغرق هذه المحادثات وقتًا أطول، ولكن بصراحة، نحن السوريون في عجلة من أمرنا. نرى أن السوريين سئموا من الحرب والفوضى والنزوح”.
وشددت على ضرورة استمرار التواصل مع باراك: “نحن بحاجة إلى التواصل المستمر معه لتجنب أي سوء فهم”.