كاجين أحمد ـ xeber24.net
أكدت مصادر معنية، أن تركيا تتجهز لنقل عشرات من العوائل الفلسطينية برعاية قطرية إلى المستوطنات التي أنشأتها في مدينة عفرين الكردية شمال سوريا، بعد أن نقلتهم إلى أراضيها تحت ذرائع مختلفة، لترسيخ مخطط التغيير الديمغرافي للمناطق الكردية التي استولت عليها سابقاً.
ونقل موقع “عفرين بوست” عن عدة مصادر عاملة في المنظمات الإغاثية، أبرزها جمعية العيش بكرامة لفلسطيني 48، أن “تركيا تجهّز لإرسال 160 عائلة فلسطينية إلى مدينة عفرين المحتل، كدفعة أولى بغية توطينهم فيها”.
وقالت المصادر بحسب الموقع المذكور: إن “تلك العائلات يتم إدخالها إلى الأراضي التركية تحت مسمى “جرحى الحرب ومرضى السرطان” وبرعاية الهلال الأحمر القطري، ليتم نقلهم فيما بعد إلى المستوطنات التي تم بناؤها في ناحية جنديرس وخاصة المستوطنات المقامة في محيط قريتي دير بلوط وشاديريه/شيخ الدير لتوطينهم فيها”.
وكان “خبر24” أفاد قبل أيام نقلاً عن مصادر أهلية في عفرين، أنه شوهد خلال الأيام القليلة الماضية استقدام عوائل جديدة إلى بلدة جنديرس الكردية القريبة من الحدود التركية عن طريق ما تسمى بمؤسسة الاغاثة التركية “IHH” والتي تتبع بشكل مباشر لجهاز الاستخبارات الـ “ميت”.
وأوضحت المصادر، بأن هذه العائلات التي تقدر عددها بالعشرات تم توطينهم في المستوطنة المعروفة بـ “أجنادين فلسطين” بعد أن تم تجهيز منازل جديدة في المستوطنة، وبعد السؤال والتدقيق تم المعرفة بأنهم عوائل فلسطينية استقدموا من غزة.
جسم عسكري جديد
ذكرت معرفات تابعة للمعارضة السورية، أن الدولة التركية تنوي تشكيل جسم عسكري جديد في الشمال السوري وذلك بدمج مسلحي الفصائل التابعة للائتلاف السوري وجبهة النصرة التي تعرف حالياً باسم هيئة تحرير الشام ومسلحي كتائب القسام الفلسطينية، وربطها بوزارة الدفاع التي سيتم تأسيسها.
وأشارت هذه المعرفات إلى إصدار الاستخيارات التركية أوامرها إلى الجماعات السورية بفتح مكاتب تسجيل لتشكيل هذه القوة الجديدة في كل من إدلب وعفرين وإعزاز وجرابلس.
وقال موقع “نورث بالس” نقلاً عن مصادرها الخاصة، أن الاستخبارات التركية نقلت مؤخرا أعداد من مسلحي كتائب القسام إلى الأراضي السورية التي تسيطر عليها في الشمال تمهيداً لتنفيذ مشروعها الجديد.
وأشار الموقع إلى، أنه مع اندلاع الاشتباكات في غزة بين القوات الإسرائيلية ومسحلي حماس، أخرجت تركيا عشرات الأشخاص من هناك لينضموا إلى المئات الذين كانوا متواجدين على الأراضي التركية، بعد أن تلقوا تدريبات مكثفة على يد الاستخبارات التركية.
وأضافت مصادر “نورث بالس”، أنه بعد تشكيل الجسم العسكري الجديد سيتلقى المسلحون الجدد ترديباتهم في المستوطنات التي شيدت بعفرين، خاصة بعد أن عُلم أن العوائل التي تم نقلها إلى مستوطنة أجنادين فلسطين هم من عوائل مسلحي كتائب القسام.
اتفاقات سرية
كشفت تقارير تركية مؤخراً عن اتفاق سري بين أردوغان ورئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، حول نقل مليون فلسطيني من غزة إلى الأراضي التركية مقابل ملياري دولار.
وزادت شكوك في الداخل التركي حول صحة ما كشفته وسائل الاعلام التركية، بعد تصريحات وزير الخارجية الأمريكي انتوني بلينكن خلال زيارته إلى أنقرة مؤخراً، عندما قال بعد لقائه مع نظيره التركي هاكان فيدان: لقد “أجرينا محادثات مهمة فيما يتعلق بإخراج المدنيين من غزة”.
بدورها علقت الرئاسة التركية على هذه المعلومات ونفتها، حيث ذكر مايسمى بـ “مركز مكافحة الأخبار المضللة” التابع لمكتب أردوغان، اليوم الثلاثاء، في بيان له على موقع “إكس”: “لا صحة للمزاعم التي انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي حول تصريح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأنه اتفق مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على استقبال تركيا مليون فلسطيني مقابل منحها ملياري دولار”.
وأعلن وزير الصحة التركي فخرالدين قوجة اليوم، عن استكمال جهود مسؤولي بلاده لنقل الدفعة الثالثة لمرضى السرطان من غزة عبر معبر رفح إلى الأراضي التركية، موضحاً أن بلاده نقلت إلى اليوم أكثر من 150 مريض مع ذويهم إلى الأراضي التركية.
هذا وليس جديداً قيام الدولة التركية بنقل عوائل فلسطينية إلى عفرين بغية استيطانها هناك، فقد سبق وأن نقلت عوائل من مخيمات اليرموك ودرعا وحمص وحلب بعد سيطرتها على المدينة، بحسب مركز التوثيق المدني للاجئين الفلسطينيين في الشمال السوري.