ولات خليل -xeber24.net – وكالات
اكدت مصادر استخباراتية إقليمية أن هذه الحرب المحدودة في الجنوب السوري جاءت ضمن إطار تفاهمات أمريكية – إسرائيلية تهدف لتحجيم الدور التركي في الجنوب السوري، وإنهاء طموحات أنقرة في التمدد على كامل المساحة السورية بعد اعتلاء أحمد الشرع سدة الحكم في سوريا، تمهيداً لإعادة ضبط التوازن في سوريا وفق معادلات جديدة.
ترافق ذلك مع تغير في الموقف الأمريكي والأوروبي تجاه الوجود التركي في سوريا. بعد سنوات من التغاضي عن تدخل أنقرة، بدأ الغرب ينظر إلى تركيا كلاعبٍ مُربك للاستقرار.
كما أن تل أبيب، التي كانت تغض الطرف عن الدور التركي في سوريا وخصوصاً شمالها، بدأت الآن تعتبره تهديداً لأمنها، خصوصاً بعد تزايد النشاط التركي الاستخباراتي في الجنوب السوري ولبنان، ودعم أنقرة للحكومة السورية الإسلاموية بقيادة الشرع، ما يتعارض مع السياسة الإسرائيلية تجاه البيئة الحدودية.
ورغم أن أنقرة لا تزال تملك أوراقاً في سوريا، إلا أن تموز 2025 شكّل نقطة تحول استراتيجية، وبداية لتراجع الدور التركي الذي طالما مثّل محوراً رئيسياً في المعادلة السورية.
يشار انه ما بين خسائر الاستخبارات التركية في الجنوب، وإعادة انتشار الجماعات المدعومة منها (العشائر) وتبدل المواقف الدولية، يبدو أن المشروع التركي في سوريا يقترب من نهايته، ليس عسكرياً فقط، بل سياسياً واستراتيجياً، في ظل إعادة ترتيب المشهد الإقليمي لما بعد الصراع.