آفرين علو ـ xeber24.net
قال رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني إن طهران خفّضت صادراتها من الغاز بأكثر من 50 في المائة؛ لعدم تمكن بغداد من صرف الأموال المستحقة.
أوضح السوداني إن العراق وقّع اتفاقاً مع إيران تتم بموجبه مقايضة الغاز الإيراني بالنفط الخام العراقي لإنهاء المشكلة المتكررة بخصوص تأخر المدفوعات لطهران بسبب ضرورة الحصول على الموافقة الأميركية.
وأكد السوداني إن إيران خفّضت صادراتها من الغاز إلى العراق بأكثر من 50 في المائة، اعتباراً من الأول من تموز الجاري لعدم تمكن بغداد من الحصول على موافقة الولايات المتحدة على صرف الأموال المستحقة عليها، قبل أن توافق طهران على استئناف صادرات الغاز مقابل النفط الخام العراقي.
وتطرق السوداني في كلمة بثها التلفزيون العراقي إن الاتفاق جرى التوصل إليه خلال محادثات مع وفد إيراني موجود في بغداد منذ السبت الماضي.
ويستورد العراق الكهرباء والغاز من إيران، وهما يشكلان إجمالاً ما بين نحو 33 في المائة و40 في المائة من إمداداته من الطاقة، لا سيما في أشهر الصيف الحارقة عندما تصل درجات الحرارة إلى 50 درجة مئوية ويبلغ استهلاك الطاقة ذروته.
ومع ذلك، يواجه العراق مشكلة في دفع ثمن هذه الواردات.
وقال السوداني إن العراق يدين لإيران بنحو 11 مليار يورو، ولكنه يواجه صعوبة في سداد هذه الديون بسبب العقوبات الأميركية التي لا تسمح لطهران سوى بالحصول على أموال لشراء سلع غير خاضعة للعقوبات مثل الغذاء والدواء.
وتحدث مستشار العلاقات الخارجية لرئيس مجلس الوزراء العراقي إلى وكالة رويترز أن “تلك الإجراءات معقدة وتسهم في تأخير سداد المدفوعات على نحو لا نرغب فيه، بالتالي لا تدفع الأموال للإيرانيين”.
وذكر السوداني أنه مع تداول النفط الخام العراقي مقابل الغاز الإيراني ستتجنب البلاد الانقطاعات المستمرة للتيار الكهربائي التي أصبحت هي القاعدة في الصيف، وذلك في وقت تسعى بغداد إلى استكمال مشاريع استخراج الغاز التي من شأنها أن تحقق اكتفاء ذاتياً لها.
وأضاف “لا يمكننا خلال السنتين أو السنوات الثلاث المقبلة أن نأتي إلى المواطنين كل صيف ونقول لهم، أوقفت إيران الغاز”.
وتضغط الولايات المتحدة على العراق، ثاني أكبر منتج في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، لخفض اعتماده على الغاز الإيراني.
وينفق العراق ما يقرب من 4 مليارات دولار سنوياً على واردات الغاز والطاقة من إيران، بينما يحرق في الوقت نفسه كميات هائلة من الغاز الطبيعي.
واتخذت بغداد خطوات لتغيير هذا المسار ووقّعت الإثنين اتفاقاً ضخماً مع شركة النفط الفرنسية العملاقة “توتال إنرجيز” يتضمن خططاً لاستخراج الغاز من حقول نفطية في منطقة البصرة الجنوبية.
وفي حزيران الماضي دعا العراق الشركات الأجنبية إلى تقديم عطاءات للحصول على عقود للتنقيب عن احتياطات الغاز الطبيعي وتطويرها في 11 منطقة جديدة.