كاجين أحمد ـ xeber24.net
منذ خمسة عشر يوماً ومحافظة السويداء تعاني من حصار خانق، فرضتها عناصر السلطة الانتقالية بدمشق، تسببت في أزمة كبيرة لآلاف العوائل جراء نقص حاد في المواد الغذائية والصحية والوقود، وضعف الاستجابة الإنسانية للمحاصرين وسط تضارب الروايات الرسمية والشعبية حول دخول المساعدات.
وفي هذا السياق، منعت عناصر السلطة الانتقالية اليوم الاربعاء، قافلة مدنيين قادمة من جرمانا إلى السويداء من إدخال مواد غذائية أو حتى محروقات بأقل الكميات إلى المحافظة، حيث تستهدف كل مركبة تدخل إليها أو تخرج منها كما حصل مع قافلة تابعة للأمم المتحدة تقل موظفين ومدنيين من السويداء باتجاه دمشق.
في تشديد واضح للحصار المفروض على محافظة السويداء من قبل السلطة الانتقالية، واتباعها سياسة التجويع والتعطيش بحق أهاليها، وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان دخول قافلة مدنيين إلى السويداء بعد أن وصلت من جرامانا في دمشق، حيث جَرّد عناصر الأمن العام المتمركزين على حواجز في محيط المحافظة، تلك السيارات من كل ما حملته سواء من مواد غذائية أو محروقات بحسب ما روى الأهالي.
ولم تكن المصادرات لتلك المواد بسبب الكمية، حيث أشار المدنيون إلى منع إدخال حتى لتر واحد من المحروقات.
وقال المرصد السوري وفقا لمصادر أهلية، أنه لا تزال أكثر من 400 عائلة مشردة بعد أن تعرضت منازلها لأعمال نهب وهدم وردم متعمد للآبار، لاسيما في القرى الشمالية والشرقية من المحافظة. واشتكى الأهالي من غياب كلي لأي بديل سكني أو خطة إغاثية تستوعب حجم الأضرار، في وقت تبقى فيه المساعدات الإنسانية محدودة ولا تغطي سوى نسبة ضئيلة من الاحتياجات المتفاقمة رغم أهميتها، بينما تزداد الحاجة يومياً للمحروقات من بنزين ومازوت بحسب ما أفاد به الأهالي فهناك فجوة بين المساعدات المقدمة والحاجة الفعلية.
ومع اشتداد الحصار، فرغت الأسواق من المواد الغذائية الأساسية، وتوقفت حركة النقل والمولدات بشكل شبه كلي بسبب الانعدام التام للمحروقات من مازوت وبنزين. وأدى ذلك إلى تعطّل الأفران وشبكات المياه، بينما اضطر السكان للاعتماد على صهاريج تعبئة يدوية تقف لساعات طويلة أمام الأبنية، وسط أجواء من الفوضى والعجز.
الغذاء اليومي لغالبية العائلات اقتصر منذ أكثر من أسبوعين على البقوليات، مع غياب تام للّحوم، وحليب الأطفال، والخضروات والفواكه. كما نفد الطحين المنزلي، وتحول الخبز إلى سلعة نادرة، بينما تتعطل طريق تحويل الأموال، ما عمّق الأزمة المعيشية اليومية. وبحسب الأهالي، فإن المستشفيات والمرافق الصحية التي عادت للعمل مؤقتًا، تعتمد على كميات وقود محدودة، ما يهدد بتوقفها مجددًا في حال استمرار نقص الإمدادات.
وفي مشهد متكرر، تفوح روائح الجثث التي بقيت لأيام حتى جرى انتشالها، ما يهدد بتدهور الوضع الصحي في بعض المناطق.
وتقول شهادات ميدانية إن آلاف الطلاب في الجامعات والمدارس، بمن فيهم طلاب شهادتي التعليم الأساسي والثانوي، حُرموا من التقدّم للامتحانات بسبب الظروف الأمنية، مع بقاء مصيرهم التعليمي مجهولًا حتى اللحظة.
هذا ومن جهة أخرى، قال المرصد السوري أن حصيلة ضحايا مقتلة السويداء ارتفعت إلى 1472 شخصاً بينهم 272 أُعدموا ميدانيًا، بعد أن وثق بالأسماء 22 شخصا من أبناء السويداء، قتلوا خلال الاشتباكات التي اندلعت منذ 13 تموز وحتى دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ.