كاجين أحمد ـ xeber24.net
اقترح القائد الكردي مسعود البارزاني زعيم حزب الديمقراطي الكردستاني على حكومة بغداد إجراء تعداد “شفاف” للسكان بالبلاد يعتمد “القومية والدين والمذهب” بعد الإخفاق في تنفيذ المبادئ الثلاثة “الشراكة والتوازن والتوافق”، وتطبيق بنود الدستور في العراق الجديد، منتقدا بشدة طريقة تعامل الحكومة الاتحادية في مسألة تمويل الرواتب للموظفين والعاملين في القطاع العام بإقليم كردستان.
وقال البارزاني في كلمة ألقاها خلال انطلاق فعاليات مؤتمر اتحاد الطلبة والشباب في اربيل، اليوم الخميس، إنه “بعد العام 2003 تهيأت فرصة ذهبية في العراق، والجميع يعلم ان شعب كردستان كان لهم الدور الرئيسي في إسقاط النظام السابق”، مردفا بالقول إنه “بعد سقوط النظام بقرار صدر من البرلمان ينص على عودتنا الى بغداد، ونبدأ بتأسيس عراق جديد وهذا ما جرى”.
وأضاف، أنه “على اساس ثلاثة مبادئ نحن اتفقنا على تشكيل عراق جديد، وهي (الشراكة، والتوازن، والتوافق)، وبعد ذلك جاءت خطوة أهم وهي الدستور في العام 2005، وبنية صادقة، وبكل قدرة وامكانية بذلنا المساعي لتشكيل عراقي اتحادي وفق تلك المبادئ الثلاثة، لأننا إذا عدنا الى الحكم الدكتاتوري فإنه لم يكتب له النجاح طوال قرن من الزمن، ولم يرَ العراق خيراً من هذا الحكم”.
وشدد القائد الكردي على أن “أي طرف يتصور انه الاغلبية وينبغي فرض ارادته، فان العراق لن يرى الخير ابدا، ولن تنجح هذه الرؤية بالذات، وإذا عملنا سوية فاننا سنتمكن من مساندة بعضنا البعض و سننجح، لان العراق – وكما نص عليه الدستور – بلد متعدد القوميات والاديان والطوائف”، معربا عن اسفه بعدم الالتزام بالمبادئ الثلاثة، ولا بالدستور.
وتابع، إنه “إذا أرادت جميع الأطراف السياسية أن يكون العراق مستقراً وشعبه سعيداً، فعليها العودة إلى المبادئ الثلاثة (الشراكة، والتوازن، والتوافق) التي تأسس عليها العراق بعد عام 2003″، لافتا الى أنه “خلاف ذلك فليجري تعداد للسكان (شفاف) يعتمد (الدين، والقومية، والطائفة) لنعلم أنه يوجد كم قومية ودين ومذهب في العراق، أو اذا أُجريت الانتخابات على اساس ان يكون العراق دائرة واحدة، ولكن بأن يتم التقاسم مسبقا بين الأطراف هذا اغلبية وتلك أقلية وهذا لي وهذا لك، فإن نتائج هذا الأمر لن تكون جيدة، وإن تحقق نجاح وفق ذلك، فإنه سيكون مؤقتاً وغير دائم على المدى البعيد”.
وبشأن رواتب موظفي إقليم كردستان وتعامل بغداد معهم قال الزعيم الكردي “لقد حولوا المسألة وكأن نضال هذا الشعب وتضحياته على مدى كل تلك السنوات، وكل تلك القيادات والشهداء الذين ناضلوا كان من أجل الحصول على الرواتب”، مشيرا إلى أنه “لو ناضلنا من أجل الرواتب لكانت الدول السابقة تقبّل الأيادي”.
هذا وعن سبب تعامل بغداد بهذه الطريقة مع موظفي الإقليم، فقد أوضح البارزاني أن “الأمر جاء بتوجيه من أطراف داخلية، وذلك التعامل الذي مارسته بغداد مع الموظفين خلال الأشهر الماضية غير مقبول بأي شكل من الأشكال، واتمنى عدم تكرار هذا التعامل مرة اخرى لأنني أعده اهانة لدماء شهداء كردستان ونضال شعبه، ونحن لسنا متسولين على باب أحد”.