كاجين أحمد ـ xeber24.net
أكدت الادارة الذاتية لإقليم شمال وشرق سوريا، أن الانخراط في العملية السياسية خيار استراتيجي بالنسبة لها، مشددة على استعدادها التام للاندماج في مؤسسات الدولة على اساس ديمقراطي، متوجهة بالشكر إلى كل من فرنسا وأمريكا لدورهما البناء في عمليات الحوار ودعم الاستقرار والسلام والديمقراطية في سوريا.
وقالت الإدارة اليوم الأحد، في بيان لها: “تمثّل اللقاءات الأخيرة التي جمعت بين وفد الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا والحكومة السورية، بحضور ممثلين عن الحكومتين الأمريكية والفرنسية، خطوة بالغة الأهمية على طريق إطلاق مسار حوار سوري-سوري جاد، لطالما سعينا إليه منذ انطلاقة الثورة السورية”.
وأضاف البيان، “في هذا السياق، نتوجّه بجزيل الشكر والامتنان إلى كل من الولايات المتحدة الأمريكية والجمهورية الفرنسية على دورهما البنّاء، وجهودهما المتواصلة في دعم الاستقرار والسلام والديمقراطية في سوريا”.
وأوضح أنه “بعد سنوات من النزاع والقطيعة، فإن الجلوس إلى طاولة واحدة بين القوى السورية، لبحث القضايا المصيرية بجدية وشفافية، يُعدّ إنجازًا سياسيًا وتاريخيًا. فاستعادة الثقة بين الفاعلين السوريين باتت ضرورة وطنية، وتجاوزها لا يمكن أن يتم إلا بالحوار المسؤول”.
وأكدت الإدارة الذاتية عبر بيانها، “لقد آن الأوان لتجاوز هذه اللغة التي تُهدد بتمزيق النسيج السوري وتعميق الانقسامات السياسية والاجتماعية. فالتنوع في سوريا ليس تهديدًا لوحدتها، بل مصدر قوة يجب حمايته وتكريسه، والشراكة لا الإقصاء هي أساس بناء الدولة”.
وتابعت، “إننا نعلن بوضوح لا لبس فيه، أن وحدة الأراضي السورية مبدأ لا مساومة عليه، وركيزة ثابتة في رؤية الإدارة الذاتية وكافة القوى السياسية المنخرطة معنا في مشروع التغيير الوطني. المزاودة في هذا الملف لا تخدم سوى من يريد تقويض فرص الحل السياسي”.
وأشارت إلى، أن “المطالب التي نطرحها اليوم — من نظام ديمقراطي تعددي، وعدالة اجتماعية، ومساواة بين الجنسين، ودستور يضمن حقوق جميع المكونات — ليست مطالب جديدة، بل هي صلب ما خرج السوريون لأجله منذ عام 2011. رفض هذه المطالب ووصمها بالانفصال هو تزوير متعمد لحقيقة النضال السوري ضد الاستبداد”.
ولفت البيان موضحاً، “لقد عانى السوريون لعقود من نظام مركزي احتكر السلطة والثروة، وأقصى الإرادات المحلية، وجرّ البلاد إلى أزمات متتالية. واليوم، نطمح أن نكون شركاء فعليين في بناء سوريا الجديدة، سوريا اللامركزية، التي تحتضن جميع أبنائها وتكفل حقوقهم على قدم المساواة”.
وشدد البيان، “إننا متمسكون بأهداف ثورة 15 آذار و19 تموز، الداعية إلى الديمقراطية والعدالة والحرية، ونؤكد أن الانخراط في العملية السياسية هو خيارنا الاستراتيجي. سنعمل بجد لضمان نجاح مسار المباحثات، ونعرب عن استعدادنا التام للاندماج في مؤسسات الدولة على اساس ديمقراطي، والمشاركة في صياغة دستور جديد يعكس طموحات كل السوريين”.
وفي الختام قالت الإدارة: “إننا ندعو جميع الأطراف إلى التحلي بالمسؤولية الوطنية، ونبذ خطاب الكراهية والعنف، والتصدي لكل محاولات جر البلاد إلى صراعات داخلية مدمرة. كما نهيب بكافة القوى السياسية الوطنية أن تتكاتف في هذه المرحلة الحساسة، لحماية الحوار السوري من محاولات الإجهاض، ولتحقيق تطلعات شعبنا نحو دولة مدنية ديمقراطية عادلة”.