crossorigin="anonymous"> استمرار الاشتباكات في السويداء وتصاعد الانتهاكات بحق المدنيين – xeber24.net

استمرار الاشتباكات في السويداء وتصاعد الانتهاكات بحق المدنيين

مشاركة

آفرين علو ـ xeber24.net

تستمر الاشتباكات في السويداء إثر انتهاكات ارتكبتها قوات الحكومة الانتقالية في سوريا، شملت إعدامات ميدانية وهدم منازل والاعتداء على الكنائس والرموز والشخصيات الوطنية، وسط غضب شعبي وغارات إسرائيلية على مواقع عسكرية بالمنطقة.

تجددت الاشتباكات في مدينة السويداء جنوب سوريا، يوم أمس، بعد ساعات من إعلان وقف إطلاق النار. وقال شهود عيان إن الفصائل المحلية المسلحة شنّت هجوماً مضاداً داخل المدينة، استعادوا خلاله نقاطاً استراتيجية في محيط المستشفى الوطني، والسوق المركزي، وساحة تشرين، إلى جانب أحياء أخرى داخل المدينة.

وبحسب المصادر، فإن الهدوء الذي ساد عقب اتفاق التهدئة لم يدم طويلاً، إذ سرعان ما انفجرت المعارك مجدداً نتيجة انتهاكات جسيمة ارتكبتها قوات الحكومة الانتقالية، تمثلت في عمليات قتل، وإعدامات ميدانية، وهدم منازل، ونهب محال تجارية. وأكدت المصادر أن مجموعات محلية، كانت قد نأت بنفسها عن الصراع، عادت للمشاركة في المعارك بعد تداول مقاطع مصوّرة تُظهر تجاوزات مروعة بحق المدنيين.

ومن بين أبرز تلك الانتهاكات، مقتل الطبيبة فاتن هلال أثناء محاولتها الوصول إلى المستشفى الوطني، وإعدام 15 شخصاً داخل مضافة آل رضوان، إضافة إلى فيديو يوثق قيام عنصر أمني بإهانة شيخ طاعن في السن. وقد أثارت هذه المشاهد موجة غضب عارمة، أدّت إلى انفجار الوضع الميداني مجدداً، وتوسيع رقعة المواجهات.

وتقول المصادر إن الانتهاكات بدأت مع اجتياح قوات الحكومة الانتقالية لقرية “الدور” غربي السويداء، حيث تم تدمير منازل وسرقة ممتلكات وإشعال النار في عدد من البيوت، في تكرار للممارسات ذاتها في قرى مجاورة. كما أُفيد عن تنفيذ عمليات تصفية ميدانية بحق مدنيين عزّل في عدة بلدات.

أحد الناشطين السياسيين من أبناء المحافظة أكد أن اتفاقاً كان قد أُبرم بين وجهاء السويداء والحكومة الانتقالية، يفضي بانسحاب القوات إلى خارج المدينة مقابل دخول عناصر الأمن وفق شروط محددة، إلا أن قوات الحكومة خرقت الاتفاق واقتحمت دوار العمران، حيث مارست انتهاكات واسعة، ما أدى لانهيار الاتفاق واستئناف القتال.

وذكر الناشط ذاته أن قوات الحكومة الانتقالية حطمت تمثال المجاهد حسين مرشد، أحد رموز الثورة السورية الكبرى عام 1925، بحجة “تحطيم الأصنام”، ما أثار موجة استياء واسعة في أوساط السكان، خاصة بعد تعرض صور سلطان باشا الأطرش للإهانة.

من جهةٍ أخرى، تعيش المدينة منذ أربعة أيام في ظلام تام نتيجة انقطاع الكهرباء، وسط انقطاع المياه وتعطل خطوط الاتصالات.

وفي سياق متصّل، أشار المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى أن حصيلة القتلى بلغت حتى مساء الثلاثاء أكثر من 200 شخص، بينهم 71 من السويداء (منهم أطفال ونساء)، و111 من قوات الحكومة الانتقالية، و21 مدنياً أُعدموا ميدانياً.

وشهدت المنطقة وصول تعزيزات عسكرية جديدة لقوات وزارة الدفاع إلى محيط المدينة، فيما رُصدت أرتال عسكرية تتجه من حماة وحمص نحو دمشق، وسط معلومات عن قوات محاصَرة داخل المدينة.

وبحسب المرصد، فقد تحدث الأهالي عن وجود مقاتلين أجانب بين صفوف المهاجمين، يُعتقد أنهم من الإيغور والأوزبك وجنسيات غير سورية، في تكرار لمشاهد مشابهة لما حدث في ريف دمشق ومناطق الساحل السوري خلال الشهور الماضية.

كما أُفيد عن انتهاكات طالت أماكن العبادة، من بينها كنيسة مار ميخائيل في قرية الصورة الكبيرة، في ظل اتهامات لقوات الحكومة الانتقالية بالإساءة العلنية لكرامة أهالي المدينة على خلفية طائفية.

وفي تطور متصل، شنت طائرات حربية إسرائيلية غارات جوية استهدفت مواقع قوات الحكومة الانتقالية على طريق الشقراوية– الثعلة في ريف السويداء، وأخرى في اللواء 52 بمنطقة الحراك بريف درعا، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف القوات.

وأكدت مصادر أمنية للمرصد السوري، أن الغارات الإسرائيلية امتدت لتشمل محيط مبنى قيادة الشرطة في السويداء.

وحتى ساعات متأخرة من ليل الثلاثاء – الأربعاء، شهدت مدينة السويداء اشتباكات في محيطها الغربي، وقصف صاروخي استهدفت فيها قوات الحكومة الانتقالية احساء المدينة.