كاجين أحمد ـ xeber24.net
تشهد العلاقة الأمنية بين الحكومة التركية وسلطة دمشق الانتقالية، تحولات متسارعة تستدل عليها الزيارات المكثفة من مسؤولي الجانبين، والتي تتباحث في غرف مغلقة خطط واتفاقات عدة، وأيضا تصريحات الرئيس التركي المتكررة حول الاتصالات الشاملة مع هذه السلطة.
ومع زيادة الضغوطات الدولية ولاسيما الأمريكية على سلطة دمشق بالتوصل إلى اصلاح سياسي واحتواء كافة المكونات السورية في ظل الدولة الجديدة، خاصة القوة الأكبر والأكثر تنظيماً على الأرض السورية والتي كان لها الفضل الأكبر في هزيمة أعتى تنظيم إرهابي يهدد العالم ودمجها ضمن جيش سوري معاصر، تعمل تركيا على أن تكون هي الموجه الأساسي لسلطة دمشق خلال المفاوضات مع قوات سوريا الديمقراطية والإدارة الذاتية لإقليم شمال وشرق سوريا.
وبالتوازي مع اللقاءات الأخيرة بين مسؤولي الإدارة الذاتية وقوات “قسد” مع السلطة الانتقالية في دمشق، بدأت أنقرة بعقد لقاءات مكثفة مع كبار مسؤولي سلطة دمشق الانتقالية، بهدف التوصل معها إلى اتفاقيات أمنية شاملة، تحسباً لأي تطورات قد تنجم في المفاوضات بين الإدارة الذاتية وهذه السلطة تحت ضغوط دولية.
وفي هذا الصدد قال المحلل السياسي السوري سعيد جودة لوكالة روسيا اليوم، أن الظروف السياسية والميدانية الحالية وتواجد الجيش التركي مع الميليشيات التابعة له على الأرض السورية وقناعة أنقرة بحاجة دمشق الأمنية والعسكرية والسياسية لها تدفعها للرغبة في الحصول على اتفاقية أمنية على غرار اتفاقية “أضنة” التي وقعت مع الجانب السوري في العام 1998 ولكن بصلاحيات أوسع بكثير بالنسبة لأنقرة.
وأشار جودة إلى أن تركيا قد تفرض وجود قواعد عسكرية مشتركة مع دمشق داخل الأراضي السورية بعمق قد يصل إلى حوالي 30_40 كم وبهذا يمكن لأنقرة أن تسبغ على تحركها العسكري والأمني في سوريا صفة الشرعية وتمايز نفسها عن إسرائيل التي لا تقيم للشرعية الدولية وضمان أمن الجيران أي اعتبار.
وشدد المحلل السياسي على أن تركيا تريد وضع قوات سوريا الديمقراطية أمام الاستحقاقات الصعبة وتخيرها ما بين الاندماج غير المشروط مع الدولة السورية أو مواجهة التحركات العسكرية السورية المحتضنة والمدعومة بالكامل من الجانب التركي وهو أمر يقول جودة إن ارهاصاته بدأت قبيل زيارة الجنرال عبدي الأخيرة إلى دمشق ولم يلغه ما أعلن عنه من اتفاق لوقف التصعيد بين الجانبين لاحقا.
ولفت إلى أن تركيا تحاول التسويق لفكرة أنها ترغب في التصعيد العسكري ولا تخشاه لكنها تحترم رغبة الرئيس الشرع في معالجة الموضوع سياسياً قبل اللجوء إلى الخيار الأخير وهو خيار التحرك العسكري الشامل.
في المقابل تسعى تركيا كما يرى جودة إلى الحد من الهيمنة الإسرائيلية شبه المطلقة على الجنوب السوري من خلال الإمساك بيد الجيش السوري هناك ما وسعها ذلك وتسويق وجهة النظر الدبلوماسية السورية التي تطالب بانسحاب من المناطق التي احتلتها إسرائيل بعد سقوط نظام الأسد مباشرة مع توفير الضمانات التي تسحب الذراىع من إسرائيل.
هذا وختم المحلل السياسي حديثه بالاشارة إلى أن تركيا تريد تفاهمات أمنية شاملة مع دمشق بحيث تضمن لتفسها توجيه جارتها إلى الحيز الذي يحفظ أمنها ويصد عنها تداعيات الطوفان السوري الذي يتهدد وحدتها طوفان يقول جودة بأن صواعق أنقرة ضربت في سمائه على مدى سنوات الأزمة الطويلة وغيومها أمطرت في مجراه فأوشك أن يخرج عن سيطرتها.