ولات خليل ـ xeber24.net ـ وكالات
توجه رئيس المرحلة الانتقالية أحمد الشرع إلى موسكو، الأربعاء، لإجراء محادثات مع فلاديمير بوتين ، في أول لقاء لهما منذ سقوط حليف الكرملين بشار الأسد وهروبه لاحقا إلى روسيا.
وأكدت المحادثات جهود موسكو لحماية موطئ قدمها العسكري في سوريا وإقامة علاقات مع الحكام الجدد في دمشق، حيث اتخذ الجانبان نهجا براغماتيا على الرغم من كونهما أعداء قبل عام واحد فقط.
ويعد هذا الاجتماع مهما نظرا لأن الشرع، وهو جهادي سابق، قاد التمرد الناجح ضد نظام الأسد المدعوم من موسكو العام الماضي، حيث تعرضت قواته المتمردة لفترة وجيزة لنيران الطائرات الروسية قبل أن تسحب موسكو دعمها لعائلة الأسد.
وقال الشرع في الكرملين إن حكومته تحترم جميع الاتفاقيات الموقعة سابقا بين دمشق وموسكو، مشيرا إلى أنه سيسمح لروسيا بالاحتفاظ بقواعدها العسكرية في سوريا، على الرغم من أن النطاق الدقيق لوجودها لا يزال غير واضح.
وتأتي زيارة الشرع بعد أن اضطرت موسكو إلى تأجيل القمة التي كان من المقرر عقدها منذ فترة طويلة مع الزعماء العرب بعد سلسلة من الإلغاءات من جانب كبار القادة الإقليميين المنشغلين بمحادثات السلام في غزة.
وفي تصريحاته، قال بوتين إن روسيا “بنت علاقاتها مع سوريا دائمًا على أساس مصالح الشعب السوري”، مضيفًا أن العلاقة “كانت دائمًا ودية بحتة”.
ومن جهة اخرى أصبح مصير القاعدتين العسكريتين الروسيتين الرئيسيتين في سوريا موضع شك بعد سقوط الأسد الدراماتيكي، وقد تم تقليص وجود روسيا هناك بشكل حاد منذ ذلك الحين.
وتتمتع هذه المواقع بأهمية كبيرة بالنسبة لروسيا: فمنشأة طرطوس تمنح بوتين القدرة على الوصول إلى ميناء في المياه الدافئة، في حين استخدمت موسكو قاعدة حميميم الجوية كنقطة انطلاق لنقل المتعاقدين العسكريين التابعين لها من وإلى مواقع مختلفة في مختلف أنحاء أفريقيا.
بعد سقوط الأسد، سحبت روسيا عدة سفن حربية من قاعدتها في طرطوس، وفككت رادارات الدفاع الجوي، ونقلت جوًا معدات عسكرية وأفرادًا آخرين. كما ألغت السلطات السورية الجديدة اتفاقية استثمار مع موسكو بشأن إدارة طرطوس لصالح شركة موانئ دبي العالمية، وهي شركة لوجستية مقرها دبي.
وواصلت روسيا تزويد سوريا بالنفط والحبوب والموارد الحيوية الأخرى بأسعار مخفضة.
قارن مراقبون مرونة دبلوماسية موسكو في سوريا بنهجها تجاه حركة طالبان. صُنفت الحركة منظمة إرهابية عام ٢٠٠٣، لكن الكرملين سعى لكسب ودها بعد استيلائها على السلطة في أفغانستان عام ٢٠٢١.
بالنسبة للشرع، تُمثل زيارة موسكو جهدًا لتنويع تحالفاته وإبراز صورة أكثر اعتدالًا وداعمًا لبناء الدولة. في الأشهر الأخيرة، أجرى محادثات مع دونالد ترامب، بالإضافة إلى عدد من القادة الأوروبيين والخليجيين، محققًا تخفيفًا كبيرًا للعقوبات مع الحفاظ على علاقات وثيقة مع تركيا، داعمه الإقليمي الرئيسي.
وقد تنظر سوريا أيضًا إلى موسكو باعتبارها ثقلًا موازنًا لإسرائيل، التي قصفت منشآت عسكرية سورية بشكل متكرر خلال العامين الماضي والجاري.
ومن المتوقع أن يطلب الشرع رسميا خلال زيارته لموسكو تسليم الأسد لمحاكمته بتهمة ارتكاب جرائم ضد السوريين، بحسب رويترز.
لا يُعرف الكثير عن حياة الأسد في المنفى منذ خروجه الفوضوي من سوريا على متن طائرة روسية.
ذكرت صحيفة “دي تسايت” الألمانية الأسبوع الماضي أن الرئيس السابق يقسم وقته بين شقة فاخرة في موسكو وفيلا ريفية آمنة، ويقضي معظم يومه في لعب ألعاب الفيديو. وتفيد التقارير بأن زوجته أسماء، المولودة في بريطانيا، تخضع لعلاج من سرطان الدم.
وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف يوم الاثنين إن الأسد وعائلته حصلوا على اللجوء “لأسباب إنسانية بحتة” بعد أن واجهوا مخاطر القمع في وطنهم.
وأضاف لافروف أن الأسد “لا يواجه أي مشاكل في العيش في عاصمتنا” ونفى الشائعات التي تتحدث عن نقل الزعيم السابق إلى المستشفى بسبب التسمم.
ويقول المحللون أنه من غير المرجح أن تقوم موسكو بتسليم الأسد، نظرا لسجلها كملاذ للهاربين مثل الرئيس الأوكراني المخلوع فيكتور يانوكوفيتش.