كاجين أحمد ـ xeber24.net
في الوقت الذي يحاول فيه أردوغان إبراز نفسه بالمدافع عن المظلومين والحق، من خلال كلماته الصداحة والموجهة إلى المجتمع الدولي، يحتفل اليوم بالسنوية الـ 85 للجريمة التي شاركت فيها بلاده مع فرنسا لسلخ لواء الإسكندرون عن وطنها الأم سوريا وضمها إلى تركيا تحت اسم “هاتاي”.
وادعى أردوغان، بحسب بيان للرئاسة التركية اليوم الثلاثاء، أن انضمام “هاتاي” إلى الوطن الأم، عزز الهوية السلمية لتركيا ومكانتها الدولية.
وأضاف، إن “هاتاي تعتبر مركزا للأخوة والتسامح، وتعايش الثقافات والأديان المختلفة معا بسلام، وتحتضن الحضارات القديمة في منطقة الأناضول”، لافتا إلى أن زلزال 6 فبراير/شباط من العام الماضي، كان من أكبر الكوارث التي تعرضت لها “هاتاي” خلال القرن الأخير.
احتفال أردوغان بهذه الجريمة جاء تزامنا مع اكتشاف أثري تعزز حقيقة منطقة لواء الاسكندرون التاريخية، حيث عثر فريق لأعمال الترميم من آثار الزلزال بالصدفة على لوح أثري يعود تاريخه إلى 3500 عام في موقع تل العطشانة بمدينة الريحانية.
وجاء هذا اللوح الأثري المنقوش باللغة الميتانية والكتابة المسمارية في التوقيت المناسب ليصدق حقيقة المؤامرة التركية على هذه المنطقة ويكشف أكاذيب أردوغان.
وتعرف تل العطشانة تاريخياً باسم مملكة آلالاخ وهي إحدى الممالك التي كانت تابعة للإمبراطورية الميتانية، اسلاف الشعب الكردي المباشرين، وكانت من أكبر الامبراطوريات التي تحكم الاناضول وصولا إلى الجهة الشرقية من البحر الأحمر في الجنوب، وإلى شمال العراق من جهة الشرق.
هذا وفي عام 1939، انسحبت فرنسا بشكل نهائي من منطقة لواء الاسكندرون، ودخلت إليها قوات تركية بعد استفتاء مزور، وقامت بضمه وإعلانه جزءًا من الجمهورية التركية تحت اسم “هاتاي”؛ وهو ما يعتبر مخالفة لصك الانتداب الذي يلزم الدولة المنتدبة بالحفاظ على أراضي الدولة المنتدب عليها.
والجدير بالذكر أن سكان اللواء كانوا سوريين خليط بين السنة والعلويين والمسيحيين والأرمن، ولم يكن يشكل التركمان حينها 39% من إجمالي السكان في ذاك الوقت.