أنا والليل
جميل حسن
( 89 سنة )
” إلى الذين يرحلون وأناديهم :
انتظروني على باب الحنين ”
يغيب الغوالي واحداً إثر واحدٍ
و أبـقــى أنـا و اللَّيـل و الحزن نسهـرُ
نمدّ بساط اللَّيل شـوكـاً و عَوْسَجـًا
و تــبــقــى خــطا أيــامــنـا تـتــحـجّــرُ
كأنّا ولــــدنا لـلـعـذاب ، فـشـهـقـةٌ
عـلى إثـــر أخــرى تختفي ثـــم تظهرُ
و عهديَ أنّي في الخطوب قصيدةٌ
تـسـيـــــر قـوافـيــــــها و لا تـتـعثرُ
و لكــــن فقــــدي للأحبة غـــالني
و بـعـثـرني … و الـحـزن لا يتـبـعـثرُ
يلاحقني من شرفـــةٍ إثر شرفـــةٍ
و يكسرني حزني و مـــــا كنت أكسرُ
و تلمع في عينيَّ جــــمرٌ نـــديّها
دموع الأسى . يا ربّ ! كيف التصبرُ؟
أنـــاديهم قبل الرقــــاد و بعــــده
قــِفُــــوا و احجزوا لي الليل فالليل أَسْتَرُ
أضــــمِّــدُ جُرحي لايراني بائسٌ
فيزداد بؤســــاً و المصيــــبة تكــــبرُ
سلامــــاً أحبّــــائي لأتـبع رَكْبَكُم
فــمــا الــمــــوت إلا قـــصــةٌ تـتـكـرّرُ
اللاذقية 8/8/2018